4‏/3‏/2008

مغرب الجمر ومغرب الزمر

مغرب الجمر و مغرب الزمر

علي المرابط ممنوع من الكتابة عشر سنوات.
فؤاد مرتضى يختطف ويحكم بثلاث سنين سجنا لاستحداثه جانبية على الفايسبوك باسم مولاي رشيد.
بقال يمضي خمس سنوات خلف السجن لأنه مزق مجلة فرض عليه شراؤها لأنها تحمل اسم أميرة.
مصطفى حرمة الله الصحافي بجريدة 'الوطن الآن' يعود مجددا إلى السجن الذي أمضى فيه شهرين إثر اختطافه واعتقاله الأول حيث أمضت زوجته أيضا ورضيعها ليلة بالزنازن وتنتظره سبعة أشهر انتقاما منه ومن جريدته لكشفهما فساد جهاز الأمن والجيش بالمغرب والتهمة حيازة معلومات استخباراتية.
ومعارضون سياسيون من أربعة أحزاب مختلفة تنبذ العنف يتعرضون للاختطاف والاعتقال إلى جانب خلية تدعي الدولة أنهم جميعا إرهابيون وتحذرنا من البحث في التفاصيل أو التشكيك في الرواية الرسمية.
وحزب يتم حله قبل أن تقول المحكمة كلمتها في قيادته.
ووكالة رسمية للأنباء تحرر الأحكام قبل القضاة.
سجناء يعيشون الجحيم بمختلف السجون المغربية التي غذت مدارس للإجرام ومصدرا للأوبئة حيث الاكتظاظ وسوء التغذية وضعف الرعاية الصحية وسوء المعاملة، حيث لجان المراقبة والمؤسسات التي يفترض أن تدافع عن السجناء تشهد على معاناتهم وتكرسها وتمارس عليه التعنيف والتخويف.
ثلاثة آلاف من بين ثمانية آلاف معتقل بتهم تتعلق بالإرهاب لا يزالون خلف القضبان بسبب محاكمات أقل ما يقال عنها أنها كانت مهازل ومسرحيات، وقد اعترف الملك نفسه بالخطأ ولم تقم السلطة بتصحيحه.
رشيد غلام يختطف ويقيد إلى جانب عاهرة ويحاكم بالتحريض على الفساد.
عمر محب يحاكم على جناية لم يشهدها منذ 15 سنة.
جمال التاقي يعد سنواته الخمس خلف قضبان سجن عين قادوس بتهمة الإرهاب لأنه احتج على أن يكون ضحية نصب على ثلاثين ألف معطل جامعي شارك فيها وزير وجوزي بالوزارة الأولى.
رقية أبو عالي تتعفن في السجن وتتحول من ضحية استغلال جنسي إلى قاتلة لأن خصومها رجال قانون، فالخصم هو الحكم.
شيخ سبعيني اسمه محمد بوكرين يقبع في سجون العهد الجديد بعد أن قنع من سجون مغرب الاستعمار ومغرب سنوات الجمر والرصاص هو وعددا من المناضلين بتهمة إهانة المقدسات، وأحمد ناصر شيخ خرف تنقصه خمس سنوات ليكمل مائة يلفظ أنفاسه الأخيرة بزنزانة انفرادية خلال عقوبته الحبسية المحددة في ثلاث سنوات بتهمة المس بالمقدسات.
مقدسات تناسلت حتى أصبحت لا تحصى، فكل من انتسب لجهاز أمني أو عسكري صارت له حصانة موجهة ضد الضعفاء حتى لم يعد مدنسا إلا الشعب المغلوب.
أحدهم يغتصب أرض الأوقاف على عين وزيرها وينال مزيدا من الحظوة عوض المحاسبة.
ومقاولون يرتمون على أموال الشعب ليقيموا عليها ضيعاتهم ومشاريعهم، وينهبون رمال الشواطىء وأسماك البحار على ضوء الشمس وتحت نظر العالم، وكل من فتح فمه بكلمة يجد قضاة على استعداد لبيع ضميرهم له بالمرصاد.
ووزراء يبيعون أملاك الشعب لأصدقائهم ومقربيهم بأعشار الأثمان وأبخس دون حساب.
ووزارات تتلاعب بنتائج امتحانات أصحاب الشواهد العليا.
وبرلمان تتسع رقعة المعتصمين أمامه يوميا وتتنوع أشكالهم، من دكاترة وصيادلة ومهندسون وممرضين وحملة شواهد عليا وحملة رسائل ملكية، ثم مستخدمو كل وزارة على حدة، في كل يوم احتجاج وفي كل يوم مجازر.
وقضاة لا يجرؤون على الدفاع عن حقوقهم الشخصية، فكيف يحفظون حقوق الشعب المستضعف.
ومحامون دعوا إلى تنقية جهاز العدل من الفساد، فتم تنقية الفساد منهم ووجدوا أنفسهم معطلين.
ومنحة الطالب التي لم تتغير منذ عقود حتى لم تعد تكفي للتنقل عبر الباص، الباص الذي تركبه فيتم نشلك أو الاعتداء عليك أو التحرش بك على عين شرطة تحتفظ بنفسها لمكافحة الإرهاب وسلخ المعطلين وتفريق المحتجين وجمع الإثاوات عبر الطرقات والقيام بدور خادمة البيوت لرؤسائهم.
رؤساء شرطة وجيش همهم جمع رخص الصيد إلى رخص استغلال المقالع إلى رخص سيارات الأجرة الصغيرة فالكبيرة.
وجنرالات يجوعون كتائبهم ليبيعوا مؤونتهم بأنصاف ثمنها.
ورخص نقل يدفع الفقير ثمنها كل يوم من قروشه المعدودة ليضيفها الأباطرة كل شهر إلى أرصدتهم المهولة.
ومال الشعب يتعرض للنهب ليتم تبييضه في المضاربات العقارية، حتى لم يعد بإمكان الفقير الحصول على ظل يأويه.
شركات متعددة الجنسية مجموعة تتجاهل المطالب البسيطة لعمالها ووتتعنث أمام احتجاجاتهم أو تمارس عليهم الاعتداء على العمال المضربين بواسطة كومندوهات تستقدمهم من الشركات الأمنية.
تعليم ادعوا أنهم سيصلحونه كرها فأفسدوه طوعا.
وزارة الصحة تقوم بإصدار مرسوم يفرض إجراء مباراة من اجل إدماج حاملي دبلومات التمريض بعد قضائهم ثلاث سنوات من التدريب...
ومستشفيات يموت الفقراء على أبوابها لعدم توفرهم على ثمن خيط العملية الجراحية.
وأموات يصوتون في انتخابات فقدت ثقة الأحياء.
وأحياء يسكنون بجانب الأموات، أو في المراحيض وبين أنابيب الصرف.
هذا ليس مغرب الجمر، هذا مغرب الزمر.